مالذي يجعل الطفل يختار كلمات دون أخرى؟
لم سلك طريقة يظهر فيها ويبدي رأيا ولم يختر سواها ؟
يختار الطفل أسلوب التواصل الذي يختاره مربيه ويتواصل معه به فقد تفتحت أذناه عليه، و في القريب القادم سيتحدث إليه بالأسلوب عينه الذي تحدث به إليه.
والأسلوب الذي يسلكه سواد من المربين والذي اتخذه الكثير منهم دستور حياة ومنهجا لا مناص عنه في خطط يومه أسلوب الصراخ والتحدث بحدة مع صغاره
لك أن تضع نفسك في مرتبة تعلوها سلطة نافذة " مديرك ، والدك ، زوجك ، أو والدتك "
ثم تتصوره وقد رفع صوته في وجهك؟ يصرخ بصوت حاد. ما شعورك حيال ذلك الصوت؟ماذا يدور في ذهنك الآن ؟كيف كنت أثناء حوار كهذا ؟ هل كنت مقبولا، أم منبوذا؟
تلك مشاعر صغيرك حينما تنفعل فيُعدم حيلةً أمامك.
عندما تستنفر كافة إمكانيات صوتك على أمّ رأسِه ؛سأسألك :كيف هي عيناه ؟ جرحه النازف إلى أي عُمق ٍقد غار ؟
جراحه أعمق لو لم يكن مذنبا ، فتصرخ ملجما الكلمات في فيه بلجام من ظلم .
أتظنه أسلوبا ناجحا؟
إن هذا الأسلوب وإن أغراك بريق نتاجه الآني فإنه هذا البريق لا يلبث إلا أن يضمحل فيغدو سرابا،فلستَ بحاجة لتطرق طريقةَ من لاحيلة له ،أو لتختبر دواء فاسدا.
ألا تستبدله بالذي هو خير لك ولولدك؟
كله خير لك في دينك ودنياك، هو علاج يسلك بك سبيل الرقي والسمو فلاتزهق أنفاسك انفعالا ، فتذهب على إثرهانفسك حسرة
علاج هدفه الارتقاء بحديثك وبمستوى صوتك ودرجته جاء بيّنا واضحا بالأمر في قوله تعالى :" وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ "
واغضض من صوتك".. توجيه رباني سام لك بأن تغضّ صوتك بأن تجعله طريا ناعما خافتا تأدّبا تسلكه في تعاملك مع المحيطين بك كبارا أو صغارا ، وتسلكه أدبا مع ربك المنعم _عز وجل _عليك به ، فتظهر التزامك بأمره. وفاقتك لعزّته وفقرك.
واغضض من صوتك.. سلوك تنتهجه أنت وتورثه ابنك من بعدك ، فكلما ارتفع صوته في حضورك رددته إلى "واغضض من صوتك" فهمستها في أذنيه كدثار تؤمن به يحميك ويحميه .
واغضض من صوتك .. فكلما علا صوتك لتسمعه طفلك كلما قلّ اهتمام الطفل بالإنصات إليك ، وظهر أثر ذلك في نموه النفسي والانفعالي .
اغضض من صوتك"
لتحكم صوتك الذي هو منك وفي داخلك قبل محاولاتك أن تحكم خارجك.
واغضض من صوتك.
_________
بقلم/ آسية الشمري
___________مشاركة من ام عبدالله من جدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق